الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

الكتابة على الطاولات المدرسية

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله القائل في كتابه ( إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ)والصلاة والسلام على من بعث مصلحاً للبشرية ,تركهم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغُ عنها إلَّا هالك. المشكلة : الكتابة على الطاولات المدرسية ,فهي ظاهرة غير حضارية انتشرت بالمدارس,فقد عانت الطاولات من الرسوم والكتابات ,فأصبحت غير قابلة للاستخدام ,فالأمر لم يقتصر على الكتابة فحسب بل تعد إلى الحفر والنقش, ، فهي تُعبر عن خلل في التربية يجدر بالمهتمين بالتربية البحث عن الأسباب الكامنة وراء هذه التصرفات , لذا أصبح لزاماً على المربين سواءً في المدرسة أو خارجها استحداث برامج وقائية وعلاجية ,واعطاء المقترحات والحلول للقضاء عليها أوالحد منها ,وفي هذا التقرير سوف اتناول تلك القضية ,واتخذتُ طالبي في المرحلة المتوسطة عينة لذلك, واتبعتُ في ذلك طريقتين: الطريقة الأولى :الملاحظة من خلالها توضح أن الطلاب يمارسون الكتابة على الطاولات في أوقات متنوعة كحصص الانتظار ,وبين الحصص (الخمس الدقائق),والفسح ,وكلها أوقات فراغ , وعند تتبع تلك الطاولات وجدت أنها لا تخرج عن مايلي : • كتابة الأسماء على الطاولة حباً للتملك ,والتعريف بالذات, وتخليد الذكرى, وأحياناً الاكتفاء بكتابة رموز . • توضيح الانتماء :سواءً الانتماء القبلي ,أو المكاني ,أو الرياضي ,فالأخير أخذ الحيز الأكبر بعرض أسماء اللاعبين .......... • الأشعار والحكم :كتابة بعض الأبيات الشعرية وبالذات الشعر النبطي دون الشعر الفصيح. • الرسوم :فقد أخذت حيز كبير, ويتمثل ذلك رسوم السيارات التي تستهويهم وكذلك الكاركتير, وشعارات الأندية. • كتابة بعض المعلومات وأنها وسيلة للغش أثناء الامتحانات. الطريقة الثانية :المقابلة الجماعية: فقد اجريت مقابلة بطرح اسئلة متنوعة : هل أمتلك تلك الطاولات؟ ما واجبي اتجاه تلك الطاولات؟ لماذا الطلاب يكتبون على الطاولات ؟ اتفقت الاجابات في الفقرتين الأولى والثانية , أن الطاولات ملك الجميع ,فالواجب الاهتمام بها ,والمحافظة عليها وتسليمها كماهي ,والفقرة الثالثة تنوعت الاجابات منهم من قال :الفراغ ,ومنهم من قال التقليد ,والأخير قال يظهر مواهبه في الرسم والخط .
أسباب المشكلة : 1. غياب الجانب التربوي والتعليمي من الآباء والمعلمين ,وقلة التوعية في هذا الجانب من المدرسة والمجتمع . 2. الحالة النفسية التي يعيشها الطالب ,و احساسهم بالإحباط و الاضطراب الانفعالي حيث يرى أن تلك التصرفات تفجر ما في نفسه وتحقق رغبته في تحقيق بعض الأشياء،مما يجعله يعبر عما يجول في خاطره من خلال الرسم على الطاولة أو الكتابة عليها. 3. عدم الشعور بالمسؤولية الاجتماعية اتجاه الأملاك العامة ,وعدم الوعي بقيمة الاشياء التي توفرها الدولة . 4. الملل والفراغ لدى بعض الطالب ,وذلك يدل على عدم التكيف مع البيئة التربوية التعليمية . 5. قصور الأنشطة الصفية وغير الصفية باهتمامات الطلاب ,مما ينتج بعض السلوكيات الغريبة. من خلال عرض السابقة اتضح أن المشكلة تراكمية ,وأنها متعددة الأسباب ,ليست حصر على جهة معينة ,فالكل طرف بالمشكلة . آثار المشكلة :  تلحق بوزارة التربية والتعليم اضرار اقتصادية ,وذلك نتيجة التغير المتواصل للأثاث المدرسي .  تشوية المنظر العام ,وإلحاق الضرر بالطاولات ,بحيث تكون غير قابلة الاستخدام,وغياب البيئة الصفية المشوقة .  ضعف المسؤولية الاجتماعية في نفوس الطلاب ,وتفشي فيهم سلوك عدم المبالاة وتقدير المكان .  تضرر الطلاب منها أثناء الدراسة مما يؤثر على التحصيل الدراسي. الحلول والمقترحات : 1) وضع آلية عمل لتشخيص الظاهرة وتتضافر جهود التربويين من مشرفين ومعلمين . 2) التعاون مع مراكز الأبحاث والدراسات التربوية بالجامعات, والخبراء التربويين. 3) توعية الطلاب وتبصيرهم بالأضرار الناتجة سواء أكانت تربوية أو اقتصادية وتوجيه اتجاهاتهم نحو الوجهة الصحيحة . 4) تفعيل برامج التوعية في المدرسة وذلك عن طريق الاذاعية المدرسية واللوحات الحائطية ,والمطويات. 5) تفعيل النشاط الرياضي,أو الثقافي ,أو الاجتماعي, بمايشغل فكر واهتمام الطلاب عن هذه السلوكيات. 6) عمل مسابقات لأجمل فصل دراسي ,أو لأجمل طاولة دراسية ,والمشاركة الجماعية في تنظيف المدرسة . 7) تنمية المسؤولية الاجتماعية ,بالتأكيد على أن تلك الممتلكات حق مشروع للجميع . 8) تبني الظاهرة اعلامياً من خلال برامج التوعية والتثقيف بأهمية الحفاظ على الممتلكات العامة . 9) تكاتف الأسرة مع المدرسة لتوعية الأبناء وغرس حب المحافظة على الممتلكات العامة في نفوسهم. 10) تطبيق العقوبات الواردة في قواعد تنظيم السلوك والمواظبة لطلاب مراحل التعليم العام. 11) تشكيل لجان لمتابعة نظافة المدرسة بشكل عام ,وتجهيزات الفصل الدراسي . 12) رصد أعمال التخريب والإتلاف في الصف وانزال عقوبات عليها مثل الحرمان من الفعاليات الاجتماعية والرحلات المدرسية . جهود وزارة التربية والتعليم : برنامج فينا خير:
ويأتي في مقدمـة القيم التي سيُركز عليها المشروع العناية بالبيئة المدرسية الصحية، بوصف "النظافة" عنوانا لحياة المسلم القائمة على مرتكزات الطهر والنقاء، مصداقا لقوله تعالى (وثيابك فطهّر) وهي من أبرز مقاييس الاحترام والقبول الاجتماعي، ومن دلائل الحضارة والذوق والرقى لأي أمـة. الرؤية: مدرستي مسؤوليتي الرسالة :أن تحظى المدارس المشاركة بأفضل بيئة مدرسية على مستوى العالم العربي من خلال: 1. توفير أعلى مستويات النظافة والصيانة المؤسساتية الدورية 2. تحمل الطلاب والمعلمين مسؤولية الحفاظ على نظافة مدارسهم 3. تشجيع العمل بروح الفريق بين المعلم و الطلاب لزرع التواضع و الثقة فيما بينهم. من أهداف البرنامج:  تحسين صيانة الفصول الدراسية  تحسين مستوى نظافة الفصول الدراسية يقوم البرنامج على خمس خطوات : حدد, رتب ,نظف, ثبت, حافظ, فوزارة التربية التعليم تقدم مثل هذه البرامج لتعزيز المسؤولية الاجتماعية في نفوس الطلاب ,فهي مبنية بطريقة علمية ,تتطلب من المدراس اتباع آلية التنفيذ وفق الخطة المرفقة معه. التوصيات : في ضوء العرض السريع اضع مجموعة من التوصيات : 1) ضرورة تشكيل لجان في المدارس لتتبع المشكلة ,والعمل على الحد منها بأساليب تربوية . 2) ضرورة اشراك الطلاب في القضية لمتابعة القضية وأنهم عنصر أساسي في القضاء على المشكلة 3) ضرورة اشراك الأسرة في القضية ,بكونها اللبنة الاولى في بناء المجتمع وأن الاصلاح ينطلق منها. 4) ضرورة اعداد برامج متنوعة لإستغلال طاقات الطلاب ,وتوجيها وجهة سليمة تتوافق مع ميولهم. 5) ضرورة بث روح الحماس في نفوس الطلاب ,وذلك من خلال المسابقات التي تهتم بالبيئة المدرسية .

هناك تعليق واحد :